السماء – أرشيبالد الكسندر

السماء – أرشيبالد الكسندر

السماء هي حقيقة لا تراها عيون الجسد، بل تُعرَف من خلال الوحي المقدَّس وننالها بالإيمان.

السماء هي راحة من الكد والاضطراب والتجربة والخطية. مثل هذه الراحة مرغوبة للغاية، حتى لو كانت مجرد نومًا هادئًا؛ ولكن السماء أكثر من ذلك.

إنها حالة من النشاط المُبهج؛ فيها ستجد كل مهارة وكل عاطفة استخدامها المناسب. ومن المحتمل أن القوى الكامنة، غير الضرورية هنا، سوف تستيقظ في نشاط – القوى المناسبة للحالة الجديدة التي توجد فيها الروح.

السماء مليئة بالنور؛ حيث يغيب كل الظلام والشك. ستكون المعرفة واضحة وستمتلك المقدرة والكفاءة للتغيير. ومع ذلك، ستكون المعرفة في السماء تقدميَّة؛ ستتمثل المتعة جزئيًا في تعلُّم شيء لم يكن معروفًا من قبل.

المسيح هو مركز الجاذبية في السماء. منه تشع أشعة المجد الإلهي التي تحيي وتجذب وتزيِّن كل جيش العابدين الذي لا يحصى.

الحب في السماء نقي وكامل ومتبادل. من يحب، لا يمكنه الشعور بالاكتفاء والشبع إلا بوجود عاطفة متبادلة. وكلما كان الشخص المحبوب أكثر عظمة وامتيازًا، كلما كان الإحساس بإحسانه أكثر لطفًا. يتكوَّن الفرح السماوي من المحبة من كل القلب، ومن استقبال الحب أيضًا.

ولكون السماء مجتمع، فإن أعضاءها سعداء ليس فقط بحب ملكهم، ولكن بالحب المتبادل. لن يكون هناك حسد ولا غيرة ولا عدم مبالاة. ستكون كل نفس نقية تجاه بعضها البعض، وسيرى الجميع أنه لا يوجد سوى الحب النقي في كل قلب.

السماء مكان سلام – سلام عذب وانسجام غير منقطع؛ فيها سيُترك كل ما هو مزعج. في سماء سفر الرؤيا الرمزية نقرأ عن الحروب، لكن في السماء حيث يسكن القديسون والملائكة ويتعبدون، لا يوجد مكان للحرب. جو السماء خالٍ من كل شر. إنه النقاء نفسه. كل خطية ونجاسة تُحرَم من الدخول إلى ذلك المكان المقدس.

السماء مكان الغناء: تعبِّر الموسيقى السماوية عن المشاعر القوية. يا لها من موسيقى راقية، وكم مبهجة هي الألحان!

السماء هي حالة لا تتغير. كل تغيير هو تقدُّم في المعرفة، وفي الكرامة، وفي السعادة!