الحق – تشارلز سبرجن
شهد مُخلِّصنا أيضًا بـ “الاعتراف الحسن” بتصريحه بوجود شيء مثل الحق الإيجابي: “لِهَذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِأَشْهَدَ لِلْحَقِّ”.
نحتاج إلى مثل هذه الشهادة اليوم. قال أحدهم: “احترسوا جدًّا من هذه النقطة. هل تقصد أن تقول إنه يوجد حقًّا شيء يُسمَّى الحق؟” بإذنك يا عزيزي أو بدونه، أتجاسر لأثبت وجوده. “ذلك الرد هو رد مُتعصِّب جدًّا، لأنه لو وُجدت عقيدة توصف بأنها الحق، إذًا يكون المخالف لها كذبًا”.
والأمر كذلك بالفعل. ومرة أخرى أقول إنه بإذنك أو بدونه، فإن الأمر كذلك، ويجب أن يكون كذلك بحسب الترتيب الطبيعي للأشياء. فإذا صحَّت هذه العقيدة، إذًا فما يعارضها لا يمكن أن يكون صحيحًا. فإذا كان الله قد تكلَّم هكذا، فما يعارض الله وحقه هو ليس منه، ولا يمكن أن يقوم على قدم المساواة مع ما أعلنه الله.
ولكن أن تقول ذلك في وقتنا الحاضر فهذا يحتاج إلى قدر كبير من الجسارة. فإذا ذهبت إلى المجتمع فإنك ستنال تهنئة مضاعفة إذا صرَّحت بأنك “لا أدرى“، أي أنك لا تعرف أي شيء، أو لست مُتأكِّدًا من أي شيء.
وآخرون يقولون إنه لا يهم ما يؤمن به أحدهم أو ما لا يؤمن به بشرط أن يكون أمينًا تمامًا، أو بأسلوب آخر: إذا شرب أحدهم شيء سام وهو أمينًا في حياته، فلن يقتله؛ وإذا عاش أمينًا بدون طعام، فإنه لا يموت جوعًا؛ وإذا رفض بكل أمانة وإخلاص أن يتنفَّس، فإنه يعيش مثل الذين يتنفَّسون؛ وهذه هي كذبة أخرى.
وُضع تمثال المسيح بين تماثيل أفلاطون وسقراط ورجال نبلاء آخرين؛ وظن البعض أن هذه تكريم للمسيح –مع أنه ليس كذلك. ويقولون إنهم يُتوِّجون المسيح بين عظماء الأرض. آه! على أنهم لا يستطيعون أن يتوِّجوه إلَّا إذا “توَّجوه ربَّا على الكل”. إن مُخلِّصنا المبارك غير متسامح فيما يتعلَّق بالحق، وهو مُخلِص في ذلك. فهو يقول: “مَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ”. ولأنه يحب نفوس البشر، فإنه لن يدعم خرافة “المحبَّة الشاملة”.