لماذا أنا؟ شكرًا لله على الخلاص
“كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ». فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْمًا؟ حَاشَا! لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: «إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ، وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ». فَإِذًا لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى، بَلْ ِللهِ الَّذِي يَرْحَمُ”. (رو ٩: ١٣ – ١٦)
ما من عقيدة في كلمة الله تثير كراهية الجنس البشري أكثر من حقيقة سيادة وسلطان الله المطلق! لا يستطيع بعض البشر تقبل سماع عقيدة الاختيار، علي الأرجح يحبون فكرة اختيار زوجات لأنفسهم، و لكنهم لا يسمحون ليسوع المسيح أن يختار عروسته، أن يختار كنيسته!
كيف البعض منا قد خلِصوا، بينما رفقائنا في الخطية تُركوا ليواصلوا مسارهم في عدم الإيمان؟ وهل كان فينا شيء صالح يحرك قلب الله ليخلصنا؟ حاشا لنا أن ننغمس في هذا الفكر الجاهل المجدف! “وَلكِنْ لاَ أَنَا، بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي مَعِي”. (1 كورنثوس ١٥: ١٠)
في كل كلمة الله نجد أن الدينونة بشرية، الإنسان مدان من أعلى للأسفل، وأن الخلاص هو كله بالنعمة، من البداية للنهاية. هذا الذي يهلك يختار الهلاك، ولكن الذي يخلُص، فقد خلُص لاختيار الله له. المحبة الاختيارية اختارت بعض من أسوأ من هم في العالم، وجعلتهم الأفضل على الإطلاق.
كل ما يمكن قوله عن عقيدة الاختيار هو مكتوب في كلمة الله كما بقلم حديدي، والتخلص منه محال. بالنسبة لي هذه الحقيقية من أعظم وأكثر الحقائق بركة في الكتاب المقدس كله. أولئك الذين يخافون منها، هم يخشونها لأنهم لا يفهمونها. إذا كان بإمكانهم أن يعرفوا أن الرب قد اختارهم، لجعل ذلك الخبر قلوبهم ترقص فرحًا.
لا تتأرجح حول حقيقة محبة الله التي تختار، فهي واحدة من أعلى نغمات الموسيقي السماوية! لا تخافوا من مثل هذه الآية “وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ”. (إرميا ٣١: ٣)
محبة الله الاختيارية، في أحيان كثيرة، اختارت أكبر الحمقى، وأعظم الخطاة أيضًا.
“بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ، لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ”. (1 كو 1: 27- 29)
لا يمكنني أبدًا أن أتوقف عن الاندهاش، فالله قد اختارني أنا، الغير مستحق!