الحياة ستهزم الموت: جون نوكس

الحياة ستهزم الموت

في أغسطس 1565، ألقى نوكس عظة أمام زوج الملكة وأثار انتقادات كثيرة للزوجين الملكيين، فمُنع من الوعظ لفترة من الزمن. بالرغم من ذلك فقد تضمنت العظة الكثير من كلمات التعزية للمحتجِّين المعارضين – البروتستانت – الذين هددهم الملوك الكاثوليك بسلب حريتهم التي اكتسبوها حديثًا.

الآتي بعض المقتطفات من عظة جون نوكس:

 أرى الشرف والمجد يخلُف هذا العار المؤقت، أرى فرحًا دائمًا يأتي بعد الضيق، نظامًا يخرج من هذه الفوضى الفظيعة. أخيرًا أرى أن الحياة ستغلب الموت، حتى أن الموت سينتهي، حتى يحيا خدام الله. هذا هو انتصار الإيمان، عندما يرى البائسون الحياة في وسط الموت، عبر نور كلمة الله.

من السهل في زمن الرخاء الشهادة أو التفكير في أن الله هو إلهنا، وأننا شعبه. ولكن عندما يُسلمنا إلى أيدي أعدائنا، أو عندما يبدو أنه أدار ظهره لنا، عندئذ فإن تمسكنا بأنه إلهنا، وثقتنا في أننا شعبه، تأتي بالكامل من الروح القدس، وهذا هو أعظم انتصار للإيمان، الإيمان الذي يغلب العالم – لهذا يجب أن نطلبه مُصلين باستمرار.

لذلك بمجرد أن تُدركنا أية تجربة كبيرة، نبدأ في الشك فيما قد صدقناه يومًا من وعود الله لنا، هل سيتمم الله وعوده لنا إذا أرضيناه؟ هل الله يهتم وينظر إلى الجروح التي أُصبنا بها؟ وكثيرٌ من هذه الأسئلة التي كانت قبلاً تختبئ بهدوء في قلوبنا الفاسدة، ولكنها الآن تنفجر بشدة عندما نواجه أي كارثة شديدة.

وهذا هو العلاج: أن نأتي إلى الله ونُمسك فيه، ونُصِرْ على أن يكون هو إلهنا، ونؤمن إيمانًا راسخًا بأننا شعبه الذي أحبه وسيدافع عنه، ليس في الشدائد فقط بل في وسط الموت نفسه.

إن قضاء إلهنا لن يكون بنفس العنف تجاه الكل على وجه الأرض، بل سيكون هناك مسكن سري مُعد في مقدس الله لبعض من مختاريه، كما هيأ الله وقتًا فيه سيمجدون الله مرة ثانية أمام العالم، العالم الذي سبق واحتقرهم.[1]

 ويجب أن يكون هذا بالنسبة لنا راحة كبيرة في هذه المخاطرة الظاهرة لنا، ونحن مقتنعون تمامًا بأنه مهما كانت شدة العواصف فإنها ستزول، وسيُحفظ بعضنا لتمجيد اسم إلهنا.

يجب ألا تُحبط عزيمة المؤمنين، رغم تعيينهم كخراف للذبح. فالذي من أجله يعانون، لن ينسى أن ينتقم لهم. أنا لست جاهل أن اللحم والدم قد يظن أن مثل هذا الدعم متأخرًا جدًا، لأننا نفضل البقاء أحياء على أن يُنتقم لنا بعد موتنا.

ولكن عندما نرى أن الموت سيحدث للجميع بنهاية المطاف، وأن هذه الحياة المؤقتة هي لا شيء بل وبائسة، وأن الموت يجمعنا بالتمام مع إلهنا وأنه – بالموت – سنملك ميراثنا، لماذا نشعر أنه من الغريب أن نترك العالم ونذهب إلى رأسنا ورئيسنا يسوع المسيح.

تشجع أيها القطيع المُحتَقَر الصغير ليسوع المسيح! لأن ذاك الذي يرى حزنك لديه القوة للانتقام، لن يجعل دمعة واحدة من دموعك تسقط، ولكنها ستبقى محفوظة في قنينة حتى تمتلئ ثم يسكبها على الذين أبكوك وأحزنوك.


[1] من الواضح أن نوكس هنا يحاول أن يشرح أن الله قد يُجيز بعض المختارين “أي المؤمنين” من الاضطهاد، والبعض الآخر قد تسمح عنايته لهم بتذوق الألم والاضطهاد. المُعرب.